تسعون عاما على وعد بلفور النكبوي المشؤوم ، ويأتينا اليوم وزير الخارجية البريطاني لشؤون الشرق الأوسط "كيم هاويلز" ليتخذ موقفا بريطانيا جديدا يواصل فيه خطى جريمة وعد بلفور للصهاينة حيث يعلن:"أن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أماكن إقامة أجدادهم "غير منطقي" ـ الخليج ـ 24 ـ 7 ـ 2007" ، مضيفا في مؤتمر صحافي عقده في عمان: "من الصعب جداً أن نحل مشكلة اللاجئين التي تراكمت منذ 60 عاماً ، ويجب تقبل أن التاريخ يسير ، وأنها أصبحت جزءاً من إسرائيل ، ولن نرى عودة للعائلات بعد الاحتلال وهذا الحال حدث في العديد من الصراعات حول العالم".
ويرى الوزير البريطاني ، "أن الأفكار القديمة والأهداف والآمال يجب أن يعاد تعريفها وأحدها مسألة عودة اللاجئين ، فمنطقياً لن يعود هؤلاء الذين تركوا بلادهم في العشرينات والثلاثينات" ، وأضاف: "تاريخياً مر أكثر من ستين عاماً ، وأصبحت تلك الأماكن جزءاً من "دولة إسرائيل" ، وأردف: "العملية ليست سهلة لأنها ترتبط بالهوية الوطنية".
فهل هناك جريمة ابشع من هكذا جريمة بريطانية...؟، تلك الامبراطورية التي منحت فلسطين وطنا لمن ليس له بالاصل وطن ، ولمن لا يستحق مثل هذا الوطن على حساب الشعب العربي الفلسطيني...،
فبعد ان تسببت وانتجت النكبة وقضية اللاجئين يأتي وزير خارجيتها اليوم بعد ستين عاما من الوعد ليكرر المشهد والدور بشكل مكمل ، في محاولة لشطب قضية اللاجئيسن وحق العودة الى الابد تحت ذريعة "من غير المنطق" ان يطالب الفلسطينيون اليوم بالعودة ، فقد اصبحت فلسطين كلها "اسرائيل..؟، فيا لها من جريمة لا تغتفر...،
وليس ذلك فحسب، فها هو سفير "إسرائيل" في الولايات المتحدة داني أيالون يعلن بمنتهى الوضوح :"إن رسالة بوش في الرابع عشر من نيسان 2004 إلى شارون ، والتي اعترف فيها بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية ، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل ، تشبه في أهميتها التاريخية وعد بلفور ، علاوة على أنه في رسالة بوش تم ترسيم الحدود التمهيدية لإسرائيل".
وقارن أيالون رسالة بوش بتصريح وزير الخارجية البريطاني أرثور جيمس بلفور ، عام 1917 ، وقال:"كان تصريح بلفور أيضاً ورقة ملزمة صدرت من الوزير البريطاني لحاييم وازمان رئيس الوكالة اليهودية ، وفي حينه لم يكن هناك اعتراف دولي ، ومر 30 عاماً حتى تم تنفيذ التصريح". وأعرب عن اعتقاده مؤكدا: "أن رسالة بوش تعتبر وثيقة أهم من تصريح بلفور ، وبحسبه فإن الرسالة ستكون الأساس للتوصل إلى أي اتفاق في المستقبل. واعتبر الرسالة أحد أهم الإنجازات أثناء فترة آرئيل شارون".
ونحن بدورنا لا نبالغ بالتثبيت بداية وبالعنوان الكبير ونحن أمام الذكرى التسعين لـ"وعد بلفور" المشؤوم ان زخم الهجوم الأمريكي - الإسرائيلي المسعور في هذه الأيام على شطب حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين من كل الأجندات التفاوضية والسياسية الإقليمية والدولية يبلغ ذروة هستيرية لم يسبق لها مثيل في تاريخ الصراع على الإطلاق ، وذلك عبر محاولات شطب حق العودة لملايين اللاجئين الفلسطينيين. ونقول: لم يكن "وعد بلفور" ليرى النور ويطبق على ارض الواقع في فلسطين لو تحملت الأمة والدول والأنظمة العربية حينئذ مسؤولياتها القومية والتاريخية؟ ولم تكن فلسطين لتضيع وتغتصب وتهوّد لو تصدى العرب للمشروع الصهيوني كما يجب ، ولم تكن فلسطين لتتحول إلى "وطن قومي لليهود" لو ارتقى العرب إلى مستوى "الوعد والحدث"؟،،
وما بين "بلفور وبوش" نقول: لم يكن "وعد بوش" ليرى النور لو لملم العرب أنفسهم وارتقوا إلى مستوى الحدث والأخطار الداهمة الآتية عليهم من الجهات الأربع؟،، وما بين "الوعد البلفوري" و"الوعد البوشي" تجري عملية اغتيال الوطن الفلسطيني والحقوق الفلسطينية المشروعة الراسخة ، ومقومات الاستقلال الفلسطيني.
فهل من اخذ بالثأر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟